إن كتابات قي جيروم لها قيمة باقية للمسيحيين اليوم؛ لأنها تقدم لنا نموذجا مشرقا لحالة التفسير الكتابي في الغرب في القرن الرابع ولأنها تمدنا بمعرفة عميقة عن العلاقات بين المسيحيين واليهود في الأجيال اللاحقة بعد أن صارت المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية؛ ولأنها ترسم لنا صورة زاهية الألوان عن ذلك “الراهب حاد الطباع” الذي كرس حياته لدراسة الأسفار المقدسة؛ إذ يقول بلسانه: “أي حياة أخرى يمكن أن تكون من دون معرفة الأسفار المقدسة؛ لأنه من خلالها يُدرك المسيح الذي هو حياة المؤمنين إن العلم الغزير الجيروم يظهر في كل صفحة من كتاباته؛ فهو يقتبس كثيرا من كتب كلاسيكيين، وكذلك من الكتاب المقدس، ومن كتاب مسيحيين آخرين. كذلك فإن جيروم بقدرته العالية على الملاحظة قد قدم الكثير من الإسهامات الأصلية والغنية في فهم النص الكتابي. يقدم هذا العمل دراسة حول إسهامات القديس جيروم في الترجمة والتفسير الكتابي تستعرض التفاسير التي قام بها، ومفهوم التفسير الحرفي والرمزي الاستعاري، وكيفية توظيف الشرح اليهودي في تفاسيره. ثم يقدم ترجمة لعشر عظات تفسيرية للقديس جيروم على بعض الأجزاء من إنجيل مرقس، وهي تمتاز بالعمق التفسيري وسلاسة العرض.