إن سفر العدد ليس من الأسفار الذائعة الصيت بين كتاب وقراء ووعاظ اليوم، ربما بسبب صعوبة ربط عدة إصحاحات منه بالحياة العملية الحالية، ولأن العديد من الإحصائيات والشرائع تتخلل سردياته فتاهت قصصه بين وصاياه. وتغرب الاثنان عن أذهان الكثيرين. ولكن سفر العدد، ليس عن الأعداد فحسب، بل يتمحور موضوعه حول خبرة شعب بني إسرائيل في البرية. يقدم هذا الكتاب قراءة مسيحية للسفر، تحاول تمييز التشابهات والتوازيات والافتراقات بين ما اجتاز به شعب بني إسرائيل في بريتهم آنذاك، وبين ما يجتاز به المسيحي في بريته اليوم بريته التي خرج إليها على مستوى كياني وروحي حين صار في المسيح، تاركا وراءه أرض عبوديته. مصر إنسانه القديم. مرتحلًا يوميًا في برية تبعيته للمسيح نحو جدة الحياة القيامية العابرة غمر الموت، إلى أرض الموعد. أورشليم المنتظرة النازلة من السماء حيث يسكنالله وسط شعبه في ملكوت أبدي مجيدٍ.