يقدِّم هذا العمل الأكاديمي، والذي قام بكتابته القس دانيال فانوس ونشره معهد القديس فلاديمير في عام 2019، دراسة بحثية عميقة ودقيقة تكشف النقاب عن حياة ناسك الصحراء الذي أصبح بطريركًا. إنه استكشاف غير مسبوق لرحلة حياة البابا كيرلس السادس، الذي ظلت حياته الرائعة محاطة بالغموض حتى الآن. لقد واجه البابا كيرلس عددًا لا يحصى من التحديات، حيث ورث كنيسة تعاني من انقسام داخلي، وكنيسة محاصرة تواجه صعود تيار الإسلام السياسي، ورئيسًا غير مبالٍ، ونفوذًا متزايدًا لجماعة الإخوان المسلمين. أخذ البابا كيرلس في حضنه الكنيسة، وتحمل بصمت كل أنواع السخرية، وأحدث ثورة غير عادية في القلوب. إن حياة النسك الشخصي للبابا كيرلس قد أحدثت تحولاً في كنيسة بأكملها في اثني عشر عامًا؛ وهو عمل لا يقل عن أن يكون معجزة. يعتمد المؤلف في العمل على مجموعة واسعة من الرسائل والمصادر غير المنشورة من قبل ويكشف عن جوهر حياة البابا كيرلس السادس، ويغوص بمهارة في نسيج الأحداث التاريخية والحكايات الشخصية المعقدة، ويتعمق في اكتشاف طريقة البابا كيرلس الفريدة في الإصلاح. ولا تعد هذه الدراسة بمثابة سجل تاريخي فحسب، بل أيضًا بمثابة شهادة خالدة على قوة إيمان البابا كيرلس وعمل النعمة ومواهب الروح القدس والقوة الروحية.