يقدم المؤلف للقارئ في هذا العمل مفاهيم المطلقية الأخلاقية والنسبية الأخلاقية من خلال استخدام مناظرة بين شخصيتين خياليتين؛ عيسى، وهو ممثل المطلقية الأخلاقية وهو فلسطيني يقوم بتدريس الفلسفة في الجامعة الأمريكية في بيروت، ومحاورته وشريكته في السجال؛ ليبي، وهي صحفية نسوية ليبرالية أمريكية من أصل أفريقي، وتمثِّل النسبية الأخلاقية. يُظهِر العمل أن المطلقية الأخلاقية تتفوق على النسبية الأخلاقية، حيث يُفنِّد عيسى بسهولة كل حجة تقدمها ليبي بطريقة مقنعة. تحتضن المطلقية الأخلاقية، بالنسبة للمؤلف، القانون الطبيعي؛ تلك المبادئ العامة وغير المتغيرة، في حين ترى النسبية الأخلاقية أن الأخلاق هي شيء يتغير أو يرتبط بفترة زمنية أو مكان أو ثقافة الفرد. ويقدم كريفت للقارئ بنية الحجة الأخلاقية، والتي تتطلب أن تكون هناك مقدمة رئيسة تتكون من مبدأ أخلاقي عام وموضوعي أو ثابت، ومقدمة ثانوية تتكون من موقف واقعي، وخاتمة يتم التوصل إليها من خلال تطبيق النظرية الأخلاقية. وقد أدت النسبية، تبعًا للمؤلف، إلى تآكل الشعور الجماعي والفردي بالمسؤولية وساهمت في الانحلال الاجتماعي. على الرغم من أن الغرض من الكتاب هو دعم الحكم المطلق، إلا أن كريفت يوضِّح المنظور النسبي بطريقة ودودة ومحترمة.