منذ عدة سنوات، قرر المجمع المقدس مراجعة الكتب الطقسية، وفي مقدمتها كتاب القطمارس بمناسباته المختلفة، فقمت بإعداد هذا البحث، الذي يحوي بين دفتيه ثمرة بحث شاق لمدة عامين في مكتبات المخطوطات بمصر. وقد بدأت هذا البحث بمحاولة معرفة تطور القراءات في الكنيسة، أو معرفة أقدم القراءات الكنسية بصفة عامة، والتي قد يرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الحادي عشر الميلادي، ثم بدأت بدراسة متعمقة لمختلف المخطوطات المذكورة في البحث، وقد رأينا أنه من الضروري أن نبحث في تاريخ القراءات، وكذلك المناطق المختلفة التي توجد بها المخطوطات القديمة لنعرف هل هناك قراءات أخرى، أم هل هناك تنوع ليتورجي في القراءات في المناطق المختلفة، وما هو الخط الليتورجي الذي يربط هذه القراءات؛ بعضها بالبعض. وقد أعطت لنا نتائج رائعة عن تاريخ تطور شكل القراءات الكنسية في الصوم المقدس من القرن الثامن الميلادي حتى القطمارس المطبوع في عهد قداسة البابا كيرلس الخامس عام ۱۹۲۲م