اشتهر القديس كيرلس السكندري بدوره في النزاعات الخريستولوجية في القرن الخامس، وقد كتب شروحًا مستفيضة على كل سفر من أسفار الكتاب المقدس تقريبا. في الواقع، فإن ثلثي مجموعته الحالية مكرسة لتفسير الكتاب المقدس. ومع ذلك، على الرغم من هذا الاهتمام الشديد بالقديس كيرلس باعتباره لاهوتيا ومترجما للكتاب المقدس، فإن نشاطه كبطريرك الإسكندرية لا يزال غامضًا. تكشف كتاباته العقائدية والتعليقات الكتابية القليل عن الواجبات الرعوية اليومية التي شغلته خلال سنواته كبطريرك لواحد من أهم كراسي المسيحية القديمة. تغطي هذه الرسائل جميع سنوات كيرلس الأسقفية باستثناء ثلاثة سنوات. وقد كانت وظيفة الرسائل الفصحية في المقام الأول أن تعلن بداية الصوم الكبير والتاريخ المناسب للاحتفال بعيد الفصح. وقد خدمت أيضًا غرضًا تعليميا مهما من خلال تزويد البطريرك بفرصة سنوية لتقديم نسخة رعوية من القضايا اللاهوتية التي شغلت الكنيسة في ذلك الوقت إلى جموع الشعب. تقدم هذه الرسائل للقارئ المعاصر لمحة عن القضايا التي اعتبرها كيرلس نفسه مهمة بما يكفي لإعلانها للأبرشية بأكملها. تسلط هذه الرسائل أيضًا الضوء على جوانب أخرى من الكنيسة القديمة في الإسكندرية، بما في ذلك علاقة الكنيسة المعقدة باليهود والجماعات الدينية الأخرى، فضلاً عن الطرق التي شقت بها الحركة النسكية طريقها إلى البرنامج الرعوي للبطريرك. باختصار، تقدم رسائل كيرلس السكندري الفصحية للقراء المعاصرين فرصة نادرة للدخول في الواقع اليومي للكنيسة في الإسكندرية القديمة.