كان «المطرقة» أحد المناضلين المشهورين في عالم الفضاء الإلكتروني. كان لقبه تعبيرا – في عين مريديه ومتابعيه – عن قدرته الفذة إذ كان يهوي بحججه وسخريته وشكوكيته على أبنية الأفكار الدينية، والخرافات العجائزية، والمرويات الشعبية ، والقصص الأسطورية، فيحطمها تحطيما ويذري رمادها غير مأسوف عليه ، ولا يبقى منها سوى ذكرى فلول هاربة على وقع قهقهات الحضور … أما نائل» فكان شابا ارتحل كثيرًا بين قاعات الفكر والفلسفة والعلوم والأدب والفنون .. لم يصل إلي الاحتضار الإيماني، ولكنـه عـانـي لفترة من صعوبة المصالحة بين لغتي الإيمان والعلم في جملة إنسانية واحدة. لقد حاول الشك أن يخترقه وينتهك حرمة إيمانه مرارا وتكرارًا كذبابة تعاود الزن دون كلل أو ملل، إلا أن شفرة الإيمان أو الدي إن إيه الإيماني كان متماسكا ضد أية تحورات وطفرات قد تصيبه فتورثه العدمية والاغتراب واليأس الإلحادي، كما كان يراه.