في هذا الكتاب ينفتح أمام القارئ أحد أعمدة الكنيسة في القرن الخامس، القديس بروكلُس أسقف القسطنطينية، الذي لمع صوته في مواجهة نسطور وأتباعه مؤكِّدًا إيمان الكنيسة بأن العذراء هي والدة الإله الثيئوطوكوس. يبدأ العمل بمدخل تاريخي يعرّف بحياة بروكلُس وتعليمه، وعلاقته بالمدرسة الإسكندرية وبالقديس يوحنا ذهبي الفم، ودوره الحاسم في مجمع أفسس. ثم ينتقل إلى ترجمة خمس عظات ماريولوجية وخريستولوجية فريدة، تتأمل في سرّ التجسّد، وميلاد المخلّص، ودور العذراء في تاريخ الخلاص. ويُختتم الكتاب بملحق يتناول بدقّة المفاهيم اللاهوتية الكبرى التي شكّلت جدالات القرن الخامس: الأوسيا، الأقنوم، الطبيعة، والشخص.
هذا الكتاب ليس مجرد دراسة تاريخية، بل نافذة على قلب الكنيسة الأولى وهي تُدافع عن سرّ المسيح وأمّه البتول، مانحًا القارئ فرصة للغوص في عمق الإيمان الذي صاغته الكنيسة الجامعة عبر الصلاة والجدال والروح.