عادةً ما تكون الخبرات الدينية خاصة، إلا أنها أحيانًا تكون مشتركة بين الأفراد. إذ تشمل عدة أفراد في آن واحد، وتحمل هذه الخبرات الجماعية أهمية دلائلية أكبر. ولكن ماذا عن الخبرات الدينية الجماعية. التي يختبر فيها مئات أو حتى آلاف الأشخاص، على ما يبدو، الحدث الخارق للطبيعة نفسه في آن واحد؟ تُعد هذه الأحداث نادرة تاريخيًّا. لكنها ذات أهمية دلائلية كبيرة، نظرًا لصعوبة تفسيرها علميًّا. وقد حدثت أكبر الخبرات الدينية الجماعية المسجلة في التاريخ (خارج نطاق الكتاب المقدس) على مدار عدة سنوات في منطقة الزيتون بمصر.
ابتداءً من عام ١٩٦٨. بدأت السيدة العذراء مريم بالظهور فوق كنيسة قبطية أرثوذكسية. وسرعان ما جذبت هذه الظهورات حشودًا غفيرة. وأثارت تحقيقات رسمية من قِبَل كل من الحكومة المصرية والكنيسة القبطية. يستكشف هذا الكتاب تاريخ هذه الأحداث الآسرة. ويدرس بدقة جميع التفسيرات العلمية التي طُرحت حتى الآن. في محاولة لتفسيرها من منظور طبيعاني. ويجادل المؤلف بأن هذه المحاولات قد باءت بالفشل حتى الآن. وبالتالي فإن ظهورات مريم العذراء في منطقة الزيتون تُشكِّل دليلاً قويًّا على حقيقة ما هو خارق للطبيعة.
