هو كتابٌ للسائرين في الطريق الروحي أو لمن يبتغون المسير ..
يقودنا هذا الكتاب في رحلة للتعرف على أسرار القلب كهيكل لاجتماع الإنسان مع الرب. وفي تلك الرحلة يصحبنا الكاتب في مسيرة نسكية إلى أعماق القلب. لكي نسبر أغواره ونبدأ في استيعاب إلى أي مدى أن مهمة اكتشاف القلب هي أمرٌ حيوي. لأن هذا يسمح لنا بأن نتحدث إلى الله وأبينا من القلب. وأن نُسمع منه، وأن نُعطيه الحق في أن يكمِّل مهمة تجديدنا وردنا إلى الكرامة الأولى التي كنّا نتمتع بها كأبناء.
يقول الكاتب: بما أن ملكوت الله داخلنا، فالقلب إذن هو أرض معركة خلاصنا، وبالتالي فإن كل عمل نسكي يهدف إلى غسله من أقذاره وحفظه نقيًا أمام الرب. يحثنا سليمان؛ ملك إسرائيل الحكيم: فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ.
إن مخارج الحياة هذه تمر من خلال قلب الإنسان، ولذلك تصير لدى كل من يطلبون وجه الله الحي بلا توقف، شهوة لا يمكن إخمادها وهي أن قلبهم – بعد أن مات بالخطية – يتأجج بنعمته من جديد.