يمثل هذا النص مستند ضارب في جذور الزمن لا غنى عنه في فهم الثالوث القدوس والعلاقة بين أقانيمه وألوهية الروح القدس ومساواته للآب والابن في الجوهر، هو لكاتب معلم من طراز رفيع، مدير مدرسة الإسكندرية وأستاذ العلوم اللاهوتية، موسوعة وعلامة زمانه ديديموس الضرير، الذي أكثر ما يميزه؛ استدعائه لفصول الكتاب وكلماته، ليقدم أفكاره التحليلية اللاهوتية الدقيقة فيما يخص الهير منيوطيقا الكتابية في موزاييك التكامل والوحدة في المعنى والروح مستخلصا حجاجه مصيغا أفكاره مدققا للغويّاته، يتحدث عن الروح القدس في أقنومه الذاتي وفي عمل تدبيره الخارجي وفي منحه الشركة فيه من الخليقة وفي سكناه” في الإنسان دون أن يُنتقص أو يُفرغ من نعمه الممنوحة للبشر في دليل على ألوهيته، دليل مبني على تعاليم ديديموس اللاهوتية، لاهوتيات المعاينة والرؤية والشركة، معيوشة ومترجمة في حياته النسكية المختبرة والقائمة على سكنى وعمل وشركة الروح القدس.